سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته
عندَمَا تَوفى ( صخر ) أخو( الخنساء ) في الجَاهِليةِ بَكتهُ شعراً يقطُرُ ألماً و مرارةً ، و انتَحبَتْ عليهِ بَلاغةً تَفطرُ حُزناً و لوعةً ،
و كَانت حروفُهَا في رثائِهِ دمُوعاً حَارةً ، و أهات فَجيعة ،
و عندما استُشهِدَ فَلِذاتُ كَبَدِهَا الأربَعةُ في معرَكََةِ القَادِسيةِ لَمْ تَجزعْ
و لَمْ تَبكِ و لمْ تَهلع ،
و لمْ تستَشعر مَرارةَ الثكلِ إلا كَأكرم مِنحَةٍ ربَانيةٍ لها تُمَهِدُ لها الطرِيقَ إلى لُقيا أبنَائِها في الجنةِ ،
و اكتَفى لِسَانُهَا بقولٍ بَلِيغٍ :
( الحَمد لله الذي شرَفَني باستِشهَادِهِم ، و أَدعوهُ أنْ يجمعني بِهِمْ في مُستَقرِ رحمَتِهِ ) ...
المرأةُ هي المرأةُ ، و المُصِيبَةُ هي المُصِيبَةُ ،
فَمَا الذي جَعَلَ نحيبَ الخنساءِ بُشرى و استبشَاراً ، و ما الذي جَعَلَ الرثاءَ يغدو عزةً و قوةً و شرفاً ؟
إنَّه الإسلام
حينَ طَهَرَ قلبَ الخنساء مِن حُبِ الدُنيا و كَراهِيةِ الموتِ ، و حينَ أنارَ لعينيهَا روعة الشهَادَةِ و عَظَمَة الموتِ في سَبيلِ اللهِ .
هَكَذَا حَولَ الإسلامُ ( الخنساء ) مِنْ امرأة كادت فجيعتُهَا في شَقِيقِهَا أنْ تقتُلَُهَا ؛ إلى امرأة مجاهدة تفخر بأن أبنائها قد استشهدوا في سَاحَةِ المعركَةِ في سَبيلِ اللهِ ،
إنَّهُ الانقِلابُ الإيجابيُ في كُلِّ ملامحِ الشخصيةِ التي ارتفعت مِنْ سفحِ الجاهليةِ إلى قِمَةِ الإسلامِ ،
إنَّهُ الانقِلابُ الذي جَعَلَ ( عُمَر بن الخطابِ ) الغيور لا يجرؤ على مَنعِ زوجتهِ مِن الصلاةِ في رِحَابِ المسجدِ ،
إنَّهُ الانقِلابُ الذي دَفَعَ ( مُصعب بن عُمير ) المنَّعم المُرفه إلى التكيفِ مع الحياةِ الخشنةِ و الظروفِ الصعبةِ حُباً للهِ و لرسولِهِ ،
إنَّهُ الانقِلابُ الذي جَعَلَ ( صُهيب الرومي ) الثري لا يختار ماله على دينهِ ، بل و يهاجر صفرَ اليدينِ إلى حَبيبِهِ ،
إنَّهُ الانقِلابُ الذي جَعَلَ الكثيرينَ غيرهم يتحولونَ تحولاً كلياً بمجردِ أولَ يومٍ لهم في الإسلامِ ...
فَمَاذا فَعَلَ فيكَ و فيكِ الإسلامُ ؟ مَاذا أضَافَ ؟ و مَاذا مَحا ؟
مَاذا غيرَ في شخصِيَتِكَ و مَاذا أبقى ؟ كيف ظَهَرَ أثر نعمة الإسلامِ عليك ؟
ليسأل كل مِنا نفسهُ ، هل جعلني إسلامي أسْلَم قلباً ، و أسْخَى يداً ،
و أعفَ لِسَاناً ، و أنقى سريرةً ، و أسمى روحاً ، وأطْهَر جَسَداً ،
و أبش وجهاً ، و أكظم غيظاً ، و أغض بصراً ، و أكثر فِهماً ،
و أكثر براً ، و أيقظ عقلاً ، و أوصل رحِماً ؟
هل جَعَلَني أقدرُ على العفوِ ، و احلُمُ عندَ الغَضَبِ ، و أزهدُ في الدُنيا ، و أطمَعُ في الآخرةِ ؟
هل استَشعِر في كل حينٍ عظمةَ نعمةِ الإسلامِ ، و أحاول أن أفِيهَا حقهَا مِنْ الشكرِ ؟
هل أسيرُ بهذا الدين العظيم بينَ الناسِ بكلِ فخرٍ ، و أتحرك بهِ في حياتي ، و لا أُحبُ إلا فيهِ ، و لا أغضب إلا له ؟
هل يكفيني فخراً بإسلامي مَهما تفاخرَ الآخرونَ بمنصبٍ أو مالٍ أو حسبٍ أو شهرةٍ ؟
هل ينفطرُ قلبي لوعةً و حزناً على مَنْ لمْ يهتدوا بعد إلى تلكَ الواحة في قيظِ الحياةِ ؟ و هل أحاول أن أخد بأيدهم إليها ؟
هل أحمد الله كلَّ فجرٍ على تَمسُّكي بإسلامي و أنني لم أفتَن في ديني ؟
و أستغفرهُ كلَّ مَساءٍ عما يكون قد بدر مني من إساءةٍ لعقيدتي التي منَّ عليَّ بها ؟
هل تحول إسلامي إلى إرادةٍ فاعلةٍ ؛ تُشحذُ همتي ، و يقين خالص يجردُ نيتي ،
و ميزان عادل يضبطُ حركتي ، و قوة علوية تدفعُ خطواتي ؟
هل أنا مسلمٌ حقاً أم إرثاً ؟ و هل لو حدث أن خيرت بين الإسلامِ و سواه هل سأختار إسلامي بلا أدنى تردد ؟
إنها دعوة إلى أن يراجع كلًّ منا إسلامَهُ ، و يعودُ بذاكرتِهِ إلى الوراءِ ليتداركَ مَا فَاتَهُ ،
دعوةٌ إلى تقييمِ علاقَاتِنَا بخالِقِنَا ثُمَّ بالمخلوقينَ ؛ بميزانِ الإسلامِ ، و لصبغِ كلَّ هنيهةٍ في حياتنا بصبغةِ هذا الدينُ الرائعُ ، الذي لم يرض الله لنا سواه ،
إنني لأتساءل كيف تأخذنا العزة بالإثمِ أحياناً ، فنرضي أن يكون إسلامنا مجرد خانة مهملة في الهويةِ لا إضافة و إثراء لكل ملامحِ الشخصية ؟!!!!
هل أنا مسلم حقاً ؟!
و كَانت حروفُهَا في رثائِهِ دمُوعاً حَارةً ، و أهات فَجيعة ،
و عندما استُشهِدَ فَلِذاتُ كَبَدِهَا الأربَعةُ في معرَكََةِ القَادِسيةِ لَمْ تَجزعْ
و لَمْ تَبكِ و لمْ تَهلع ،
و لمْ تستَشعر مَرارةَ الثكلِ إلا كَأكرم مِنحَةٍ ربَانيةٍ لها تُمَهِدُ لها الطرِيقَ إلى لُقيا أبنَائِها في الجنةِ ،
و اكتَفى لِسَانُهَا بقولٍ بَلِيغٍ :
( الحَمد لله الذي شرَفَني باستِشهَادِهِم ، و أَدعوهُ أنْ يجمعني بِهِمْ في مُستَقرِ رحمَتِهِ ) ...
المرأةُ هي المرأةُ ، و المُصِيبَةُ هي المُصِيبَةُ ،
فَمَا الذي جَعَلَ نحيبَ الخنساءِ بُشرى و استبشَاراً ، و ما الذي جَعَلَ الرثاءَ يغدو عزةً و قوةً و شرفاً ؟
إنَّه الإسلام
حينَ طَهَرَ قلبَ الخنساء مِن حُبِ الدُنيا و كَراهِيةِ الموتِ ، و حينَ أنارَ لعينيهَا روعة الشهَادَةِ و عَظَمَة الموتِ في سَبيلِ اللهِ .
هَكَذَا حَولَ الإسلامُ ( الخنساء ) مِنْ امرأة كادت فجيعتُهَا في شَقِيقِهَا أنْ تقتُلَُهَا ؛ إلى امرأة مجاهدة تفخر بأن أبنائها قد استشهدوا في سَاحَةِ المعركَةِ في سَبيلِ اللهِ ،
إنَّهُ الانقِلابُ الإيجابيُ في كُلِّ ملامحِ الشخصيةِ التي ارتفعت مِنْ سفحِ الجاهليةِ إلى قِمَةِ الإسلامِ ،
إنَّهُ الانقِلابُ الذي جَعَلَ ( عُمَر بن الخطابِ ) الغيور لا يجرؤ على مَنعِ زوجتهِ مِن الصلاةِ في رِحَابِ المسجدِ ،
إنَّهُ الانقِلابُ الذي دَفَعَ ( مُصعب بن عُمير ) المنَّعم المُرفه إلى التكيفِ مع الحياةِ الخشنةِ و الظروفِ الصعبةِ حُباً للهِ و لرسولِهِ ،
إنَّهُ الانقِلابُ الذي جَعَلَ ( صُهيب الرومي ) الثري لا يختار ماله على دينهِ ، بل و يهاجر صفرَ اليدينِ إلى حَبيبِهِ ،
إنَّهُ الانقِلابُ الذي جَعَلَ الكثيرينَ غيرهم يتحولونَ تحولاً كلياً بمجردِ أولَ يومٍ لهم في الإسلامِ ...
فَمَاذا فَعَلَ فيكَ و فيكِ الإسلامُ ؟ مَاذا أضَافَ ؟ و مَاذا مَحا ؟
مَاذا غيرَ في شخصِيَتِكَ و مَاذا أبقى ؟ كيف ظَهَرَ أثر نعمة الإسلامِ عليك ؟
ليسأل كل مِنا نفسهُ ، هل جعلني إسلامي أسْلَم قلباً ، و أسْخَى يداً ،
و أعفَ لِسَاناً ، و أنقى سريرةً ، و أسمى روحاً ، وأطْهَر جَسَداً ،
و أبش وجهاً ، و أكظم غيظاً ، و أغض بصراً ، و أكثر فِهماً ،
و أكثر براً ، و أيقظ عقلاً ، و أوصل رحِماً ؟
هل جَعَلَني أقدرُ على العفوِ ، و احلُمُ عندَ الغَضَبِ ، و أزهدُ في الدُنيا ، و أطمَعُ في الآخرةِ ؟
هل استَشعِر في كل حينٍ عظمةَ نعمةِ الإسلامِ ، و أحاول أن أفِيهَا حقهَا مِنْ الشكرِ ؟
هل أسيرُ بهذا الدين العظيم بينَ الناسِ بكلِ فخرٍ ، و أتحرك بهِ في حياتي ، و لا أُحبُ إلا فيهِ ، و لا أغضب إلا له ؟
هل يكفيني فخراً بإسلامي مَهما تفاخرَ الآخرونَ بمنصبٍ أو مالٍ أو حسبٍ أو شهرةٍ ؟
هل ينفطرُ قلبي لوعةً و حزناً على مَنْ لمْ يهتدوا بعد إلى تلكَ الواحة في قيظِ الحياةِ ؟ و هل أحاول أن أخد بأيدهم إليها ؟
هل أحمد الله كلَّ فجرٍ على تَمسُّكي بإسلامي و أنني لم أفتَن في ديني ؟
و أستغفرهُ كلَّ مَساءٍ عما يكون قد بدر مني من إساءةٍ لعقيدتي التي منَّ عليَّ بها ؟
هل تحول إسلامي إلى إرادةٍ فاعلةٍ ؛ تُشحذُ همتي ، و يقين خالص يجردُ نيتي ،
و ميزان عادل يضبطُ حركتي ، و قوة علوية تدفعُ خطواتي ؟
هل أنا مسلمٌ حقاً أم إرثاً ؟ و هل لو حدث أن خيرت بين الإسلامِ و سواه هل سأختار إسلامي بلا أدنى تردد ؟
إنها دعوة إلى أن يراجع كلًّ منا إسلامَهُ ، و يعودُ بذاكرتِهِ إلى الوراءِ ليتداركَ مَا فَاتَهُ ،
دعوةٌ إلى تقييمِ علاقَاتِنَا بخالِقِنَا ثُمَّ بالمخلوقينَ ؛ بميزانِ الإسلامِ ، و لصبغِ كلَّ هنيهةٍ في حياتنا بصبغةِ هذا الدينُ الرائعُ ، الذي لم يرض الله لنا سواه ،
إنني لأتساءل كيف تأخذنا العزة بالإثمِ أحياناً ، فنرضي أن يكون إسلامنا مجرد خانة مهملة في الهويةِ لا إضافة و إثراء لكل ملامحِ الشخصية ؟!!!!
هل أنا مسلم حقاً ؟!
دمتم في رعاية الله
تحيـــــاتي